تحولت متابعة وسائل التواصل الاجتماعي لجزء من الروتين اليومي للجميع، وأصبحت مصدراً رئيسياً وهاماً لاستقصاء الأخبار وجمع المعلومات، ومن هنا بدأت الشركات بالقيام بحملات ترويجية وتسويقية لمنتجاتهم وحلولهم من خلال تلك المنصات؛ لأنها تضمن ما تعرضه إلى عدد كبير من الجمهور. وبالتالي وعند رغبة المستخدم باتخاذ أي عملية شراء فعليه جمع المعلومات من المصادر التي اعتاد عليها. وهنا يبرز دور تلك الوسائل الاجتماعية في الترويج لأي علامة تجارية.
ولكن يختلف دور منصات التواصل الاجتماعي من وجهة نظر بعض الأشخاص، فقد يظن البعض أن «تويتر» هو منصة إخبارية فيما يظن البعض أن «اللينكد إن» هي منصة تعنى بأمور الأعمال والشركات، فيما يظن آخرون أن «الفيس بوك» هو منصة للمرح والتسلية فقط. ولكن وفقاً للعديد من الأبحاث التي صدرت في العام 2015 فإن «الفيس بوك» هو المنصة الأكثر استخداماً في العالم العربي.
لقد دحض تقرير «الوجه المتغير للتأثير» الصادر عن اكتيف للتسويق والتواصل الرقمي بالتعاون مع شركائها العالميين «هوتواير» و»فانسون بورن» مزاعم التسويق التقليدية. وكشف عن المكان الذي يستقي منه صانعو القرار المعلومات التي يبحثون عنها، حيث غيّر نتائج الاعتقادات السائدة بأن تويتر ولينكدإن هما القنوات الاجتماعية الأكثر فعالية بالنسبة لتسويق أعمال – لأعمال (B2B).
وجد التقرير أن 24 في المئة من صنّاع القرار يفضلون منصة «الفيس بوك» للعثور على المعلومات التي يبحثون عنها عند اتخاذ قرارات الشراء، أكثر بكثير من اللينكدإن الذي يفضله فقط 17 في المئة منهم، ومتقدماً بفارقٍ كبيرٍ على تويتر الذي كان مصدرا رئيسيا للمعلومات لـ 6 في المئة فقط من صنّاع القرار. كما وجد أن المستخدمين لا يكتفون في الآونة الأخيرة بالمحتوى البسيط المكتوب، فأصبحوا يميلون إلى الفيديو كأداة رئيسية للتأثير على مشترياتهم، ما جعل اليوتيوب أكثر من موقع لتبادل مقاطع الفيديو. وأبرز ما يعزز ما سبق ما تظهره التقارير الصادرة عن «غوغل» التي تدير أهم أشهر منصات الفيديو «يوتيوب» حيث تجذب هذه المنصة لوحدها أكثر من مليار مستخدم حول العالم، وفي المنطقة العربية وحدها يوجد نحو 167 مليون مشاهدة لمقاطع الفيديو يومياً، ما يضعها في المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية، ما يجعل الفيديو محوراً رئيسياً من محاور التسويق الرقمي للشركات والمؤسسات.
فعلى سبيل المثال في حال رغبة أي شخص بشراء هاتف ذكي جديد، ستراه يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها الفيسبوك والتويتر واليوتيوب، ليبحث عن مراجعات له في سبيل مراجعة خصائصة الفنية، ولتمكنه من مقارنة المنتج الذي يريد بغيره من المنتجات.
وعلى الرغم من تفضيل الفيسبوك كمصدر للمعلومات، إلا أن 30 في المئة من المسوقين لايخططون لاستخدام الفيسبوك في مجال تسويق أعمال – لأعمال (B2B) – حيث حددوا الفجوة بين الطريقة التي يستخدمها صنّاع القرار لوسائل الإعلام الاجتماعية بأنفسهم، وكيف ينظرون إلى استخدام أقرانهم لها.
من هنا تبرز أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الاجتماعي كمصدر لمعلومات صنّاع القرار. حيث ذكر التقرير أن 87 في المئة من صنّاع القرار يعتبرون وسائل الإعلام التقليدية ووسائل الإعلام الاجتماعية تحمل ذات القدر من الأهمية كمصادر للمعلومات وكنقاط مرجعية لقرارات الشراء.
تشهد منطقة الشرق الأوسط في هذه الأيام موجة قوية في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لذا فقد أصبح من الضروري على الشركات أن تسوّق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال فهم كيفية استخدام هذه الشبكات في العالم العربي، لتساعد على زيادة ولاء العملاء لعلامتهم التجارية. ولا يقتصر هذا الأمر على استخدام أفضل منصات التواصل الاجتماعي لجذب العملاء، ولكن تجب معرفة الأسباب التي تكمن وراء استخدام صانعي القرار لهذه المنصات.
تواصل مشترك بين الشركات وعملائها
لا يمكن لأحد أن ينفي الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام التقليدية، ولكن التسويق من خلال منصات التواصل الاجتماعي يتيح التواصل بين الشركات وعملائها بطريقة ذات تفاعليّة أكثر من الطرق التقليدية، فعلى سبيل المثال عند نشر أي بيان صحافي حول منتجات أو حلول جديدة في الوسائل التقليدية كالجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية، لا تستطيع الشركات المسوّقة أن تستبين رأي الجمهور في هذه المنتجات أو الحلول سواء بالإيجاب أم بالسلبية، أما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فتستطيع الشركات معرفة رأي الجمهور بسهولة وسرعة وتمكّنهم من التفاعل معهم، الأمر الذي يمكّن الشركات من فرص إقناع الجمهور بالمنتجات والحلول المُسوّقة، ما يزيد فرص الربحية لهذه الشركات.
فوائد التسويق من خلال منصات التواصل الاجتماعي
للتسويق من خلال هذه المنصات فوائد جمّة، يمكن ذكر أبرزها بأنها أفضل الطرق لبناء سمعة وزيادة شهرة العلامة التجارية، والوصول إلى عدد كبير من الجمهور على اختلاف توزعهم في المناطق الجغرافية، وزيادة التأثير فكلما زاد عدد المتابعين زادت قوة تأثيرك عليهم. وتطوير منتجات وحلول الشركة وفقاً لما يطلبه المتابعين، وتحسين خدمة العملاء، وزيادة نسبة المبيعات، والحصول على المزيد من العملاء.
في النهاية علينا أن نرى قوة وسائل التواصل الاجتماعية فالعالم في تطور مستمر، وتجب على الشركات مواكبة هذا التطور لتتمكن من تحقيق قفزات نوعية في مجالات أعمالها.